بحـث
التبادل الاعلاني
المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 10 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 10 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 76 بتاريخ الخميس أكتوبر 03, 2024 9:22 pm
®{ منتدى الحكمة للثقافة والفنون}
حقوق الطبع والنشر©2013
الساعة الأن حقوق الطبع والنشر©2013
خصائص الموسيقى العربية المعاصرة....القرن العشرين
صفحة 1 من اصل 1
خصائص الموسيقى العربية المعاصرة....القرن العشرين
خصائص الموسيقى العربية المعاصرة ....القرن العشرين
فن المشايخ
مع بداية القرن العشرين جذبت أضواء الفنون الأخرى كوكبة من المشايخ الفنانين الذين أفرزتهم مدرسة التجويد ، على رأسهم الشيخ سلامة حجازي الذي أنشأ مدرسة جديدة في الفن العربي هي المسرح الغنائي
اشترك الفنانون المشايخ وفقا لعدة عدة خصائص نذكر منها ....
1- موهبة فذة
2- صوت قوى حر
3- علم موسيقى غزير
4- أداء متميز في الإنشاد الديني
5- غناء وتلحين القصائد والموشحات
6- إحياء المناسبات العامة
7- تكوين فرق الإنشاد (البطانة)
و لقد ضمت قائمة الفنانين المشايخ أسماء لامعه مثل
الشيخ سلامة حجازي ، الشيخ درويش الحريري ، الشيخ على محمود ، الشيخ على المغربي ، الشيخ على الحارث ، الشيخ أبو العلا محمد ، الشيخ سيد الصفتى ، الشيخ سيد مرسى ، الشيخ إسماعيل سكر ، الشيخ أحمد الحمزاوى ، الشيخ سيد درويش ، الشيخ زكريا أحمد
تأثير الاتصال بالغرب
تراجعت الموسيقى التركية مع حركة الاستقلال واستمر قدوم الفرق الأجنبية من أوربا خاصة مع ازدياد عدد الأجانب المقيمين في البلاد الذين جاءوا للبحث عن فرص عمل في الشرق وطابت لهم الإقامة فيه وتكونت جاليات من جميع بلاد أوربا تمتعت بنفوذ كبير استمدته من قوة الحركات الاستعمارية وتأييد القوى الحاكمة
كان لهذه التغيرات أثر كبير على أسلوب الحياة العربية فلم تعد تتبع كيان كبير له خصائصه كالدولة العثمانية ، حيث تخلت تركيا عن المنطقة العربية التي احتل معظمها من قبل فرنسا وبريطانيا ، ومن ثم أصبح كل جزء منها معرض تماما للتأثير الغربي المباشر سلبا وإيجابا ، وبعد فشل وانتهاء الهوية التركية لم يكن من السهل على شعوب المنطقة أتباع ثقافة الغرب كما هي ، فقد كان لهم مآخذ كثيرة على طريقة الحياة الغربية
وفى معرض البحث عن هوية أصيلة ظهرت قوى ثقافية وشعبية تقاوم المحتل وتنكر تحالف الحكام مع المصالح الأجنبية ، ومن هنا ظهرت حركة القومية العربية خاصة في الشام وامتدت إلى سائر بلاد العرب هادفة إلى الخلاص من بقايا الاحتلال العثماني ومقاومة الغرب في نفس الوقت بينما حاول الاستعمار الفرنسي في الجزائر محو اللغة العربية وإحلال الفرنسية محلها ازدهرت اللغة العربية في الشرق العربي وظهر شعراء جدد لا يقل شعرهم جودة عن الأقدمين من فطاحل الشعراء
و لقد شمل تأثير التواجد الأوربي على المجتمعات العربية أوجه كثيرة في الحياة العامة ، بدأت موجات استقدام التكنولوجيا الغربية تطغى شيئا فشيئا على مظاهر الحياة في الشرق ، مدت خطوط للسكك الحديدية وظهرت السيارات ، وأنشئت سدود وقناطر ، تغيرت الأزياء وتعددت اللغات وأنشئت المسارح والنوادي وظهرت الأحزاب السياسية وتكون البرلمان وانتشرت الصحف والمجلات والمدارس وأنشئت الجامعة المصرية وزاد عدد البعثات التعليمية إلى أوربا ، وظهر التليفون والبرق والسينما والإذاعة ، وفى الفن ظهرت اتجاهات فنية جديدة تأخذ بالشكل الغربي لكنها حرصت على بقاء المضمون مسايرا لأسلوب حياتها
تأثير الفنون الغربية
1- المسرح الغنائي
نشأ المسرح الغنائي على يد سلامة حجازي وازدهر بأعمال كامل الخلعى وداود حسنى وسيد درويش وزكريا أحمد
زاوج سلامة حجازي الشعر العربي بالمسرح الغربي بتقديمه المسرحيات العالمية مترجمة ومعربة وموضوعات عربية الأصل في شكل درامي غربي بألحان شرقية خالصة ، واستمر هذا الاتجاه في مسرحيات بألحان الملحنين المخضرمين داود حسنى وكامل الخلعى ، إلا أن سيد درويش لم يرق له الاستمرار في تقديم ألحان تقليدية
قدم سلامة حجازي ألحان سيد درويش إلى الجمهور في مسرحية فيروز شاه من إخراج جورج أبيض عام 1917 ، لم تكن هذه المرة الأولى التي قدمه فيها فقد سبق له تقديمه عام 1914 بين الفصول بأحد أدواره ، كان سيد درويش وقتها يلحن الأدوار والموشحات على الطريقة القديمة لكنه بدأ في تلحين بعض الطقاطيق التي ذاعت بين الجمهور رغم انعدام وسائل الإعلام مثل زوروني كل سنة مرة ، ومنها ألحان استخدم فيه تيمات شعبية التقطها بذكاء من ألسنة الباعة والفئات الشعبية
2- ظهور الاسطوانات
انتشرت شركات الاسطوانات تمارس تجارة فنية جديدة ، وأصبحت تبحث عن الملحنين والمؤلفين والمطربين لكي تعد قوائم اسطوانات جديدة ، وكانت تدفع أجور هؤلاء مقدما فقامت بدور الممول للحركة الفنية إلى جانب المسرح ، وكان من آثارها السلبية انتشار الأغاني الهابطة إلى جانب الجيدة
3- مدرسة التعبير الموسيقى
كان سيد درويش يحمل في عقله اتجاهات جديدة نتجت من دراسته لموسيقى الشرق والغرب جنبا ، ووجد في المسرح الغنائي وسيلة وفرصة ذهبية للوصول إلى هدفه الذي لم يطمح إليه موسيقى من قبل وهو التعبير الموسيقى عن مدلول النص
إنه يطمح ، كما صرح فيما بعد ، إلى أن يضع موسيقى يفهمها الإنسان في أي مكان عابرا حواجز اللغة والجغرافيا ، إنه يعجب من إمكانه تذوق واستيعاب الموسيقى الأوربية ، ويتمنى لو أن باستطاعة الإيطالي والألماني والفرنسي تذوق موسيقى الشرق
لم تكن الموضوعات التي اشتهر سيد درويش بتلحينها في مسرحه كألحان الطوائف والألحان الشعبية غير مطروقة في وقته فإن مسرح الخلعى وداود حسنى ملئ بها ، ولم تظهر فئة كتاب جديدة فجأة ليلحن لها سيد درويش ، بل العكس هو الصحيح لقد ظهر سيد درويش فجأة لكتاب المسرح الغنائي الذي كان منتشرا ولم يأت به سيد درويش لكنه أحبه
إذاَ ما الذي خص موسيقى سيد درويش بهذا التفرد كاتجاه جديد قلب الأوضاع الموسيقية كلها ، قطعا لم تكن النصوص والموضوعات هى السبب كان الجديد الذي جعل المخرجين والكتاب وأصحاب الفرق يتبارون في السبق إلى تقديم ألحان سيد درويش هو ذلك السحر الجديد المتمثل في شعور الجمهور ، وهم منهم ، بأن الموسيقى الجديدة ليست مجرد تنغيم أو توقيع ، إنها تكاد تنطق بالمعنى ، تصوره تصويرا دقيقا مخلصا ، فلا سرعة في كلمات حزينة ، ولا بطء مع كلمات مرحة ، ولا صياح في نص غزلي ولا رقة في نص حماسي وهكذا ، تتفق الصور الموسيقية كما تتفق معاني الكلمات
برع سيد درويش كذلك في تشخيص الشخصيات المسرحية بأداء خاص يعبر عن كل شخصية فالوالي له طريقة في الكلام وكذلك الفلاح والعسكر والصنايعى والعربجى والجرسون ، كذلك السوداني والمغربي والشامي والرومي إلى آخره .. ساعده في ذلك أن النصوص المكتوبة لهذه الفئات كتبت بلهجات أصحابها واصطلاحاتها المهنية الخاصة ، وأخلص سيد درويش لكل هذا واسمع الناس كيف لو غنى هؤلاء أو هؤلاء يشعر السامع على الفور ليس فقط بالصورة العامة للشخصيات بل بكل بأدق تفاصيلها
بلغ من مهارة سيد درويش في هذا أنه استطاع التعبير باللحن عن الشخصية أو الطائفة بحيث يمكن للسامع أن يتخيل صورهم حتى لو لم يشاهدها ، ويتصورها في كافة المواقف كما لو كان يراها ، هذا النوع من الدراما الموسيقية لم يكن معروفا قبل سيد درويش
4- ظهور الأوركسترا
لزم تقديم الغناء المسرحي في شكله المتطور استخدام الأوركسترا الأوربي الحديث ، لم ينقرض التخت الشرقي لكنه أضيف إليه بعض الآلات الجديدة وظل استخدامه مقصورا على الغناء الفردي ، بينما استخدم الأوركسترا فى المسرح وظل الحال هكذا حتى يومنا هذا
5- عصر السينما
بظهور السينما أنشئت دور العرض تعرض أفلاما أجنبية ثم أنتجت الأفلام المحلية في مصر وازدهرت الأفلام الغنائية كثيرا على يد محمد عبد الوهاب وأم كلثوم قطبي الغناء العربي وعديد من المطربين والمطربات
عودة الغناء الفردى
عصر المطربين
لا يمكن تقييم أحوال الفن بمعزل عن أحوال المجتمع وما يجرى فيه وما يتعرض له انخرط مسرح سيد درويش بالذات في مواجهه كبرى مع مشاكل مجتمعه وغاص في أغوار مسائل شائكة في السياسة والحكم والاقتصاد وحقوق الإنسان والهيمنة الأجنبية فجذب أعداء كما جذب الأصدقاء ، وحاولت قوى السلطة والاحتلال محاربته لكن تياره الجارف كان جزءا من ثورة شعبية كبرى بدأت عام 1919 لم تتوقف إلا فى عام 1923 و ذلك لعدة اسباب منها ....
1- عودة زعيم الثورة من المنفى
2- إصدار دستور 1923
3- وفاة سيد درويش
من هنا جرى تهدئة وتهذيب كل شيء ، واستغلت وفاة سيد درويش في طمس كل ما كان يقدمه من فن ارتبط بمقاومة الظلم الاجتماعي والقهر السياسي
نقول هنا أن المسرح الغنائي بدأ قبل سيد درويش واستمر بعده أيضا على يد الشيخ زكريا أحمد الذي لحن أكثر من 60 أوبرية لكن موضوعه اختلف حيث جاءت السينما كوريث طبيعي للمسرح وأداة أكثر قدرة على الانتشار لكن الأفلام الغنائية كرست كلها للأغنية الفردية
و بتراجع المسرح الغنائي وانتشار أغاني عبد الوهاب وأم كلثوم بدأ عصر جديد في الموسيقى العربية هو عصر المطربين الكبار
لم يكن فى تربع محمد عبد الوهاب وأم كلثوم على عرش الغناء ضرر مباشر إن لم يكونا قد أفاد الموسيقى العربية وأثراها بملحنين عباقرة مثل محمد القصبجى وزكريا أحمد ورياض السنباطى ، لكن كان هناك ضرر على أي حال تمثل في طموح كل من جاء بعد ذلك إلى الوصول إلى قمة فردية ، لكن أحدا لم ينجح في ذلك فدخل الفن فى مرحلة أخرى
ظهرت أسماء كثيرة تحاول التحليق فى سماء الفن ، ملحنون ومطربون ، لكن جميعهم ظلوا دون القمتين عبد الوهاب وأم كلثوم
كان مسرح سيد درويش لا يعتمد كثيرا على نجوم المطربين ، صحيح أنه ضم أسماء كبرى مثل منيرة المهدية وفتحيه أحمد ، لكن مثل هؤلاء في إطار المسرح يقومون بأدوارهم فقط ، لم تكتب إحدى الروايات مثلا خصيصا لمطرب أو مطربة ، لكن هذا حدث لاحقا في السينما ، يذكر أن المخرج محمد كريم قابل عبد الوهاب عام 1930 وحاول إقناعه بأن يغنى للسينما ، وتم له ذلك عام 1933 ، وكما حدث مع قطبي الغناء فإن ليلى مراد على سبيل المثال كتبت لها عشرات الأفلام سميت باسمها مثل ليلى بنت الريف ، ليلى بنت الفقراء ، وهكذا
من سمات هذه الفترة و سيطرة المطرب على الساحة الفنية وتراجع دور الملحن في قيادة العمل الفني لحق بعصر المطربين مجموعة جمعت بين الغناء القديم والجديد مثل إبراهيم حمودة ، محمد عبد المطلب ، كارم محمود ، عبد الغنى السيد ، عباس البليدى ، فريد الأطرش ، محمد فوزي ، وديع الصافي ، ناظم الغزالي ، نجاة على ، راقية إبراهيم ، رجاء عبده ، ليلى مراد ، أسمهان ، ، لور داكاش ، شهر زاد ، فايدة كامل ، حورية حسن ، سعاد محمد
يتبع
__________________
]
فن المشايخ
مع بداية القرن العشرين جذبت أضواء الفنون الأخرى كوكبة من المشايخ الفنانين الذين أفرزتهم مدرسة التجويد ، على رأسهم الشيخ سلامة حجازي الذي أنشأ مدرسة جديدة في الفن العربي هي المسرح الغنائي
اشترك الفنانون المشايخ وفقا لعدة عدة خصائص نذكر منها ....
1- موهبة فذة
2- صوت قوى حر
3- علم موسيقى غزير
4- أداء متميز في الإنشاد الديني
5- غناء وتلحين القصائد والموشحات
6- إحياء المناسبات العامة
7- تكوين فرق الإنشاد (البطانة)
و لقد ضمت قائمة الفنانين المشايخ أسماء لامعه مثل
الشيخ سلامة حجازي ، الشيخ درويش الحريري ، الشيخ على محمود ، الشيخ على المغربي ، الشيخ على الحارث ، الشيخ أبو العلا محمد ، الشيخ سيد الصفتى ، الشيخ سيد مرسى ، الشيخ إسماعيل سكر ، الشيخ أحمد الحمزاوى ، الشيخ سيد درويش ، الشيخ زكريا أحمد
تأثير الاتصال بالغرب
تراجعت الموسيقى التركية مع حركة الاستقلال واستمر قدوم الفرق الأجنبية من أوربا خاصة مع ازدياد عدد الأجانب المقيمين في البلاد الذين جاءوا للبحث عن فرص عمل في الشرق وطابت لهم الإقامة فيه وتكونت جاليات من جميع بلاد أوربا تمتعت بنفوذ كبير استمدته من قوة الحركات الاستعمارية وتأييد القوى الحاكمة
كان لهذه التغيرات أثر كبير على أسلوب الحياة العربية فلم تعد تتبع كيان كبير له خصائصه كالدولة العثمانية ، حيث تخلت تركيا عن المنطقة العربية التي احتل معظمها من قبل فرنسا وبريطانيا ، ومن ثم أصبح كل جزء منها معرض تماما للتأثير الغربي المباشر سلبا وإيجابا ، وبعد فشل وانتهاء الهوية التركية لم يكن من السهل على شعوب المنطقة أتباع ثقافة الغرب كما هي ، فقد كان لهم مآخذ كثيرة على طريقة الحياة الغربية
وفى معرض البحث عن هوية أصيلة ظهرت قوى ثقافية وشعبية تقاوم المحتل وتنكر تحالف الحكام مع المصالح الأجنبية ، ومن هنا ظهرت حركة القومية العربية خاصة في الشام وامتدت إلى سائر بلاد العرب هادفة إلى الخلاص من بقايا الاحتلال العثماني ومقاومة الغرب في نفس الوقت بينما حاول الاستعمار الفرنسي في الجزائر محو اللغة العربية وإحلال الفرنسية محلها ازدهرت اللغة العربية في الشرق العربي وظهر شعراء جدد لا يقل شعرهم جودة عن الأقدمين من فطاحل الشعراء
و لقد شمل تأثير التواجد الأوربي على المجتمعات العربية أوجه كثيرة في الحياة العامة ، بدأت موجات استقدام التكنولوجيا الغربية تطغى شيئا فشيئا على مظاهر الحياة في الشرق ، مدت خطوط للسكك الحديدية وظهرت السيارات ، وأنشئت سدود وقناطر ، تغيرت الأزياء وتعددت اللغات وأنشئت المسارح والنوادي وظهرت الأحزاب السياسية وتكون البرلمان وانتشرت الصحف والمجلات والمدارس وأنشئت الجامعة المصرية وزاد عدد البعثات التعليمية إلى أوربا ، وظهر التليفون والبرق والسينما والإذاعة ، وفى الفن ظهرت اتجاهات فنية جديدة تأخذ بالشكل الغربي لكنها حرصت على بقاء المضمون مسايرا لأسلوب حياتها
تأثير الفنون الغربية
1- المسرح الغنائي
نشأ المسرح الغنائي على يد سلامة حجازي وازدهر بأعمال كامل الخلعى وداود حسنى وسيد درويش وزكريا أحمد
زاوج سلامة حجازي الشعر العربي بالمسرح الغربي بتقديمه المسرحيات العالمية مترجمة ومعربة وموضوعات عربية الأصل في شكل درامي غربي بألحان شرقية خالصة ، واستمر هذا الاتجاه في مسرحيات بألحان الملحنين المخضرمين داود حسنى وكامل الخلعى ، إلا أن سيد درويش لم يرق له الاستمرار في تقديم ألحان تقليدية
قدم سلامة حجازي ألحان سيد درويش إلى الجمهور في مسرحية فيروز شاه من إخراج جورج أبيض عام 1917 ، لم تكن هذه المرة الأولى التي قدمه فيها فقد سبق له تقديمه عام 1914 بين الفصول بأحد أدواره ، كان سيد درويش وقتها يلحن الأدوار والموشحات على الطريقة القديمة لكنه بدأ في تلحين بعض الطقاطيق التي ذاعت بين الجمهور رغم انعدام وسائل الإعلام مثل زوروني كل سنة مرة ، ومنها ألحان استخدم فيه تيمات شعبية التقطها بذكاء من ألسنة الباعة والفئات الشعبية
2- ظهور الاسطوانات
انتشرت شركات الاسطوانات تمارس تجارة فنية جديدة ، وأصبحت تبحث عن الملحنين والمؤلفين والمطربين لكي تعد قوائم اسطوانات جديدة ، وكانت تدفع أجور هؤلاء مقدما فقامت بدور الممول للحركة الفنية إلى جانب المسرح ، وكان من آثارها السلبية انتشار الأغاني الهابطة إلى جانب الجيدة
3- مدرسة التعبير الموسيقى
كان سيد درويش يحمل في عقله اتجاهات جديدة نتجت من دراسته لموسيقى الشرق والغرب جنبا ، ووجد في المسرح الغنائي وسيلة وفرصة ذهبية للوصول إلى هدفه الذي لم يطمح إليه موسيقى من قبل وهو التعبير الموسيقى عن مدلول النص
إنه يطمح ، كما صرح فيما بعد ، إلى أن يضع موسيقى يفهمها الإنسان في أي مكان عابرا حواجز اللغة والجغرافيا ، إنه يعجب من إمكانه تذوق واستيعاب الموسيقى الأوربية ، ويتمنى لو أن باستطاعة الإيطالي والألماني والفرنسي تذوق موسيقى الشرق
لم تكن الموضوعات التي اشتهر سيد درويش بتلحينها في مسرحه كألحان الطوائف والألحان الشعبية غير مطروقة في وقته فإن مسرح الخلعى وداود حسنى ملئ بها ، ولم تظهر فئة كتاب جديدة فجأة ليلحن لها سيد درويش ، بل العكس هو الصحيح لقد ظهر سيد درويش فجأة لكتاب المسرح الغنائي الذي كان منتشرا ولم يأت به سيد درويش لكنه أحبه
إذاَ ما الذي خص موسيقى سيد درويش بهذا التفرد كاتجاه جديد قلب الأوضاع الموسيقية كلها ، قطعا لم تكن النصوص والموضوعات هى السبب كان الجديد الذي جعل المخرجين والكتاب وأصحاب الفرق يتبارون في السبق إلى تقديم ألحان سيد درويش هو ذلك السحر الجديد المتمثل في شعور الجمهور ، وهم منهم ، بأن الموسيقى الجديدة ليست مجرد تنغيم أو توقيع ، إنها تكاد تنطق بالمعنى ، تصوره تصويرا دقيقا مخلصا ، فلا سرعة في كلمات حزينة ، ولا بطء مع كلمات مرحة ، ولا صياح في نص غزلي ولا رقة في نص حماسي وهكذا ، تتفق الصور الموسيقية كما تتفق معاني الكلمات
برع سيد درويش كذلك في تشخيص الشخصيات المسرحية بأداء خاص يعبر عن كل شخصية فالوالي له طريقة في الكلام وكذلك الفلاح والعسكر والصنايعى والعربجى والجرسون ، كذلك السوداني والمغربي والشامي والرومي إلى آخره .. ساعده في ذلك أن النصوص المكتوبة لهذه الفئات كتبت بلهجات أصحابها واصطلاحاتها المهنية الخاصة ، وأخلص سيد درويش لكل هذا واسمع الناس كيف لو غنى هؤلاء أو هؤلاء يشعر السامع على الفور ليس فقط بالصورة العامة للشخصيات بل بكل بأدق تفاصيلها
بلغ من مهارة سيد درويش في هذا أنه استطاع التعبير باللحن عن الشخصية أو الطائفة بحيث يمكن للسامع أن يتخيل صورهم حتى لو لم يشاهدها ، ويتصورها في كافة المواقف كما لو كان يراها ، هذا النوع من الدراما الموسيقية لم يكن معروفا قبل سيد درويش
4- ظهور الأوركسترا
لزم تقديم الغناء المسرحي في شكله المتطور استخدام الأوركسترا الأوربي الحديث ، لم ينقرض التخت الشرقي لكنه أضيف إليه بعض الآلات الجديدة وظل استخدامه مقصورا على الغناء الفردي ، بينما استخدم الأوركسترا فى المسرح وظل الحال هكذا حتى يومنا هذا
5- عصر السينما
بظهور السينما أنشئت دور العرض تعرض أفلاما أجنبية ثم أنتجت الأفلام المحلية في مصر وازدهرت الأفلام الغنائية كثيرا على يد محمد عبد الوهاب وأم كلثوم قطبي الغناء العربي وعديد من المطربين والمطربات
عودة الغناء الفردى
عصر المطربين
لا يمكن تقييم أحوال الفن بمعزل عن أحوال المجتمع وما يجرى فيه وما يتعرض له انخرط مسرح سيد درويش بالذات في مواجهه كبرى مع مشاكل مجتمعه وغاص في أغوار مسائل شائكة في السياسة والحكم والاقتصاد وحقوق الإنسان والهيمنة الأجنبية فجذب أعداء كما جذب الأصدقاء ، وحاولت قوى السلطة والاحتلال محاربته لكن تياره الجارف كان جزءا من ثورة شعبية كبرى بدأت عام 1919 لم تتوقف إلا فى عام 1923 و ذلك لعدة اسباب منها ....
1- عودة زعيم الثورة من المنفى
2- إصدار دستور 1923
3- وفاة سيد درويش
من هنا جرى تهدئة وتهذيب كل شيء ، واستغلت وفاة سيد درويش في طمس كل ما كان يقدمه من فن ارتبط بمقاومة الظلم الاجتماعي والقهر السياسي
نقول هنا أن المسرح الغنائي بدأ قبل سيد درويش واستمر بعده أيضا على يد الشيخ زكريا أحمد الذي لحن أكثر من 60 أوبرية لكن موضوعه اختلف حيث جاءت السينما كوريث طبيعي للمسرح وأداة أكثر قدرة على الانتشار لكن الأفلام الغنائية كرست كلها للأغنية الفردية
و بتراجع المسرح الغنائي وانتشار أغاني عبد الوهاب وأم كلثوم بدأ عصر جديد في الموسيقى العربية هو عصر المطربين الكبار
لم يكن فى تربع محمد عبد الوهاب وأم كلثوم على عرش الغناء ضرر مباشر إن لم يكونا قد أفاد الموسيقى العربية وأثراها بملحنين عباقرة مثل محمد القصبجى وزكريا أحمد ورياض السنباطى ، لكن كان هناك ضرر على أي حال تمثل في طموح كل من جاء بعد ذلك إلى الوصول إلى قمة فردية ، لكن أحدا لم ينجح في ذلك فدخل الفن فى مرحلة أخرى
ظهرت أسماء كثيرة تحاول التحليق فى سماء الفن ، ملحنون ومطربون ، لكن جميعهم ظلوا دون القمتين عبد الوهاب وأم كلثوم
كان مسرح سيد درويش لا يعتمد كثيرا على نجوم المطربين ، صحيح أنه ضم أسماء كبرى مثل منيرة المهدية وفتحيه أحمد ، لكن مثل هؤلاء في إطار المسرح يقومون بأدوارهم فقط ، لم تكتب إحدى الروايات مثلا خصيصا لمطرب أو مطربة ، لكن هذا حدث لاحقا في السينما ، يذكر أن المخرج محمد كريم قابل عبد الوهاب عام 1930 وحاول إقناعه بأن يغنى للسينما ، وتم له ذلك عام 1933 ، وكما حدث مع قطبي الغناء فإن ليلى مراد على سبيل المثال كتبت لها عشرات الأفلام سميت باسمها مثل ليلى بنت الريف ، ليلى بنت الفقراء ، وهكذا
من سمات هذه الفترة و سيطرة المطرب على الساحة الفنية وتراجع دور الملحن في قيادة العمل الفني لحق بعصر المطربين مجموعة جمعت بين الغناء القديم والجديد مثل إبراهيم حمودة ، محمد عبد المطلب ، كارم محمود ، عبد الغنى السيد ، عباس البليدى ، فريد الأطرش ، محمد فوزي ، وديع الصافي ، ناظم الغزالي ، نجاة على ، راقية إبراهيم ، رجاء عبده ، ليلى مراد ، أسمهان ، ، لور داكاش ، شهر زاد ، فايدة كامل ، حورية حسن ، سعاد محمد
يتبع
__________________
]
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء نوفمبر 13, 2013 5:40 pm من طرف anas
» أعلام قبيلة كدميوة
الثلاثاء سبتمبر 03, 2013 7:26 am من طرف Admin
» قبيلة كدميــوة
الثلاثاء سبتمبر 03, 2013 7:23 am من طرف Admin
» دار اختبارٍ وبلاء
الجمعة فبراير 15, 2013 5:23 am من طرف Admin
» إنّ الدّنيا دار لا تخلو من الشِّدَّة واللأواء
الجمعة فبراير 15, 2013 5:21 am من طرف Admin
» نصيحة للمسلم
الجمعة فبراير 15, 2013 5:17 am من طرف Admin
» ملف يحنوي على عدة دروس مفيدة في تعلم المو سيقة
الثلاثاء يناير 01, 2013 3:00 pm من طرف Admin
» رد: الفنان المغربي الملتزم صلاح الطويل ....الطــير الحــر
الجمعة ديسمبر 07, 2012 9:47 am من طرف Admin
» الفنان المغربي الملتزم صلاح الطويل....البنك الدولــي
الجمعة ديسمبر 07, 2012 9:44 am من طرف Admin