أسباب توجه الشباب العربي إلى الألحان(2)

من طرف **Admin** الخميس يناير 12, 2012 4:40 pm

وفي فترة تلت تلك العهود وتحديداً في عصر صدر الإسلام فسرعان ما ظهرت صورة غنائية جديدة كسرت القاعدة القديمة في تطابق إيقاع الشعر مع إيقاع اللحن مما سبب ظهور نمط جديد في الغناء ، ولنا في ذلك نموذج غنائي بارز ردده الأنصار عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، حيث تم استقباله بالأنشودة ذائعة الصيت( طلع البدر علينا ) ، كما نلاحظ تطور الغناء في العصر الأموي وصولاً للعصر العباسي الذي اخذ الغناء فيه فضاءات متطورة إضافة إلى ذلك ما نقله زرياب وما حمل معه من فنون عرب المشرق والذي نتج عن ذلك ظهور أنماط جديدة من الغناء ( كالموشحات والنوبة) تلك الفنون التي منحت الملحن حرية أكثر في صياغة لحنه باتجاه استقلالية الإيقاع الموسيقي واعتباره الأهم من إيقاع الشعر 0ولا أريد هنا أن أتوغل عمق التاريخ العربي واذهب ابعد من ذلك بحثاً عن مسارات الأغنية العربية وما آلت أليه من خلال تلك العصور التاريخية التي مرت بها ، بقدر ما أردت أن اجعل من كل ذلك مقدمة ومدخل للحديث عن الأغنية العربية والانتقال إلى مرحلة متأخرة مع بداية القرن العشرين حيث نلمس بعداً جديداً تأثرت به الأغنية العربية إذ شهدت أحداث واسعة وجهود اكبر بذلت في سبيل تطويرها بعد أن اتخذت الكثير من الخطوات من اجل تحقيق ذلك ، ونستطيع أن نؤشر عام 1932 كانطلاقة أولى في توجيه الأغنية العربية نحو الوجهة الدراسية والانطلاقة الفكرية والأكاديمية بعد أن كانت للأغنية العربية حظوه كبرى في حومة ذلك المؤتمر وفضاء أته الفنية بين عرض وتقديم ومقارئة ومناقشة ودراسة يضاف إلى ذلك إنشاء وتأسيس المدارس والمعاهد الموسيقية تلي ذلك إنشاء المجمع العربي للموسيقى ودوره المعروف في العناية بالإنتاج الغنائي والنهوض به من خلال تنظيم المهرجانات والمؤتمرات والمسابقات المختلفة 0 وعلى الرغم من محاولة جميع هذه المؤسسات تفعيل دور الأغنية ألا أن توصياتهم ظلت بعيدة عن التنفيذ بسبب عدم التزام الحكومات العربية بتلك المقررات والتوصيات0
وبما أن ميادين الأغنية العربية قد أشرت لنا سلبيات كثيرة رافقت مسيرتها ، ألا أننا نلاحظ أن هناك حتى بداية القرن العشرين وأواخر العشرينات منه ملامح واضحة لغناء كل قطر وهو غناء يتراوح بين الغناء التقليدي( كالموشح والنوبة والمألوف والمقام العراقي) والغناء الشعبي ، كما ونلاحظ أيضا أن الثلاثينات قد حملت من مصر تسمية لألوان جديدة غزت كل الوطن العربي بفضل الحاكي والاسطوانة ثم السينما والإذاعة حتى صار في كل قطر غناء محلي إلى جانبه غناء مصري (كالليالي والدور والموال )000
ونحن اليوم نتحدث عن الأغنية العربية وما وصلت أليه وهي مثقلة بالهموم ، فأننا نجدها تقع في فوارق محلية وتتصف بخصوصيات تطوق مساراتها وتختلف من بلد إلى أخر إذ تصل هذه الفوارق والخصوصيات إلى درجة التمايز النوعي أحيانا وذلك بسبب الخصوصيات والتقاليد الاجتماعية واللهجات التي تميز بيئة تلك الأقطار 0 وعندما ننظر إلى الأغنية العربية بمنظار أوسع وبأفق أرحب نلاحظ أنها

(3)